الثلاثاء، 9 يوليو 2013

في شهر الصيام





وفي شهر الصيامٌ:                         
للأرواح أجنحة                                 
وهذا القلب أفراخ حمامْ           

في شهر الصيامْ:
يغدو الجوع إنساناً
يُطَوِّف بالبيوتِ
يدقّها باباً فبابا:
هل تشعرون الآن كم جاع الصغار
وكم للفقر آلام جسامْ؟!                 
  

في شهر الصيامْ:
تكون الأمّ فردوساً
مسيحاً يلعق الآلامْ
فداءً للذين يكابدونَ
خواءَ أحشاءٍ تذوب مع الصيامْ


في شهر الصيامْ:
تلاقي الله في كلّ الوجوهِ
فتعلمُ ... كم تجلّى الله فينا
دون أن ندري
وكم مرَّ الإلهُ على سواقينا
غمام ْ                               

سلاماً أيها الإنسان فينا
وللجوعى من الله السلام ْ


طفول زهران 
9 \ 7 \ 2013 



الأربعاء، 26 يونيو 2013

لا شأن لي فيما أنا








إلى طفول في عيدها ال 24

................................................................

وفي الميلاد
تكثر البركات
تُصفّ العبارات زرقاء
أني نجوت من الموت في ساعاتيَ الأولى
وأني تخطيت موتيَ نيف وعشرون عاما
وأني – إلى الآن -  منه نجوت


من أنتِ يا لون الغياب
وصورة التاريخ مهزوما ؟


لا شأن لي فيما أنا
وأنا ؟
أنا لون الغياب
وصورة التاريخ مهزوما

قالوا أتيت ضعيفة في الصيف
سمراءٌ وشاحبةٌ وتلفح وجهكِ نارٌ
ونصفكِ مات قبل البدء


هل تقنعين بنصفكِ المحروق ؟


نصفيَ المحروق معجزتي
تمنيت ... لو قلت شيئا شبيها بهذا ....
ولكني .... بكيت
ومررت صامتة
تُحدث اصبعي الصغرى بنات الطين


واسمكِ ؟
أي معنى لاسمكِ الموشوم بالنسيان ؟


واسمي كذلك
لا شأن لي فيه
سُمّيتُ شيئا يشبه التابوت
للموتى أنا واسمي
ولهدهدات الريح كل حروفه
حاولوا أن يقنعوني أنه اسم عريق
وأنني ما إن أقول طفول
حتى يصفق لي  ....
من يصفق لي سوى الموتى؟
أو من بقي من نكبة التاريخ مسحوقا
يكابر جرحه الأبدي
وحدهم موتاكَ يا اسمي يعلمون
من تكون


وماذا بعد يا بنت الغياب؟
قضّيتِ كل سنين عمرك تحلمين وتندبين
وتسكبين على التراب حروفكِ السوداء
ألم تملّي من شتاتك؟
ألم تتصالحي مع ندبة الماضي
لتغتالي صفاتك؟
ألم تتعلمي التهذيب
كي تبقي مصاحبة لذاتك


وحملت نفسي بين أوجاعي
وسرت أخضب الصحو الغريب بلونيَ الشفقيّ
وقلبيَ العاري
لم اقترف شيئا سواه
أما أنا فخطيئة الزمن العقيم

ما كان سوف يضرها أمي
لو أزهقني بالمزيج الأخضر العشبيّ ؟
ما كان سوف يضر والديَ المليء بجرحه
لو ألصق اسما غير اسمي بي ؟
ما كان سوف يضرني
لو لم أشأ منذ البداية أن أكون نبي ؟



 طفول زهران
27 \ 6 \ 2013



الاثنين، 4 مارس 2013

أراجيح




ملاك..
والأراجيح .... تلونها يداكِ
قزحية عيناكِ
والقوس فوقهما ممر الروح
من أول الكلمات والأشياء
من لتغة العصفور من شفتيكِ
حتى انتهاء حرير شعركِ
وانسكاب القلب في يمناكِ

***************************

في الأراجيح البعيدة يا ملاك
شوق الكبار إلى المواويل الحزينة
إلى إغفاءة في حجر إِمرأة عجوز
تهدهد الرأس المضمخ بالهموم
وصوتها المشحون بالشجن العميق
يغسل الروح الكليمة ...
بالسلام ...
وبالسكينة
في الأراجيح اشتهاء الروح للطيران
لهفة العصفور مقطوع الجناح إلى السماء
وإلى مراقصة الزهور ...
وضمة الأغصان
وإلى انعتاق القلب والروح السجينة

****************************

في الأراجيح الصغيرة يا جميلتي
تولد الأحلام
وتكبرين كغيمة عطرية ..
تعلو .. ولكن تبتعد
وأنا تشيخ الروح بي
فامطريني ...
كي أعيش كما أريد
وكما حلمتُ على أراجيح الطفولة
حين كنتُ هناك  ..
أتلو للوجود فطولتي
وأشاركُ الأطيار أحلامي العنيدة

طفول زهران