الأربعاء، 26 يونيو 2013

لا شأن لي فيما أنا








إلى طفول في عيدها ال 24

................................................................

وفي الميلاد
تكثر البركات
تُصفّ العبارات زرقاء
أني نجوت من الموت في ساعاتيَ الأولى
وأني تخطيت موتيَ نيف وعشرون عاما
وأني – إلى الآن -  منه نجوت


من أنتِ يا لون الغياب
وصورة التاريخ مهزوما ؟


لا شأن لي فيما أنا
وأنا ؟
أنا لون الغياب
وصورة التاريخ مهزوما

قالوا أتيت ضعيفة في الصيف
سمراءٌ وشاحبةٌ وتلفح وجهكِ نارٌ
ونصفكِ مات قبل البدء


هل تقنعين بنصفكِ المحروق ؟


نصفيَ المحروق معجزتي
تمنيت ... لو قلت شيئا شبيها بهذا ....
ولكني .... بكيت
ومررت صامتة
تُحدث اصبعي الصغرى بنات الطين


واسمكِ ؟
أي معنى لاسمكِ الموشوم بالنسيان ؟


واسمي كذلك
لا شأن لي فيه
سُمّيتُ شيئا يشبه التابوت
للموتى أنا واسمي
ولهدهدات الريح كل حروفه
حاولوا أن يقنعوني أنه اسم عريق
وأنني ما إن أقول طفول
حتى يصفق لي  ....
من يصفق لي سوى الموتى؟
أو من بقي من نكبة التاريخ مسحوقا
يكابر جرحه الأبدي
وحدهم موتاكَ يا اسمي يعلمون
من تكون


وماذا بعد يا بنت الغياب؟
قضّيتِ كل سنين عمرك تحلمين وتندبين
وتسكبين على التراب حروفكِ السوداء
ألم تملّي من شتاتك؟
ألم تتصالحي مع ندبة الماضي
لتغتالي صفاتك؟
ألم تتعلمي التهذيب
كي تبقي مصاحبة لذاتك


وحملت نفسي بين أوجاعي
وسرت أخضب الصحو الغريب بلونيَ الشفقيّ
وقلبيَ العاري
لم اقترف شيئا سواه
أما أنا فخطيئة الزمن العقيم

ما كان سوف يضرها أمي
لو أزهقني بالمزيج الأخضر العشبيّ ؟
ما كان سوف يضر والديَ المليء بجرحه
لو ألصق اسما غير اسمي بي ؟
ما كان سوف يضرني
لو لم أشأ منذ البداية أن أكون نبي ؟



 طفول زهران
27 \ 6 \ 2013