1
في حديث ساخر مع أحدا لأصدقاء قلت: فلنشرب حليب الدجاج ونأكل بيض البقر...
قال معلقا:إذا استطعنا حلب الدجاج فمن يستطيع إجبار البقر على أن تبيض ؟؟؟؟ !!!!
فقلت: سهلة .. نعتصم أمامها حتى تبيض ، كل ما هو غير معقول بات ممكنا الآن ، عليك بالاعتصام !!!! ...
نعم .... قد يبدو حوارا سخيفا جدا .. وخاليا من أي قيمة أو معنى
..
تذكرت ماقاله أستاذي التونسي في مادة تحليل الخطاب ..حين كنا نتحدث حول موضوع غريب أيضا .....
ما هو تأويل كلمة ( التفاحة ) في أحد العبارات ، وكيف تصبح هي القيمة الأكبر في الخطاب الذي نحلله .. وبدأ الطلبة بالتأويل ، هناك من أشار لتفاحة آدم ، وتفاحة نيوتن ، وتفاح كثير جئنا على ذكره .. وحين جاء الأستاذ على إيضاح عدم إمكانية اعتبار بعض الاحتمالات لأسباب محددة علق أحد الطلبة قائلا : ( كيف ما ممكن؟ .. بنطلع اعتصام )
تضاحك الطلبة ، لكن الأستاذ ابتسم بأسى كبير وأطرق ، وضل صامتا طويلا ، ثم ندت عن صدره آه وتفحص وجوهنا ثم قال : أخشى ان ما يحدث سيجرد الكلمات الجميلة من معانيها....
اعتصام ، ثورة ، مظاهرة ، كل هذه الكلمات باتت تستخدم في صنع النكت والطرائف ، وفقدت معانيها الإنسانية الجميلة...
في الجامعة يعتصم الطلبة ويطالبون بالنجاح !!!! .. لماذا ؟ ... لأنهم دفعوا مبلغا لذلك، وهذا يكفي لينجحوا !!!! ..
يعتصم الطلبة لأجل أن لا يحتسب الغياب ولا يحاسبوا عليه .. لماذا ؟ ... ( والله دافعين فلوس ، ما من جيبهم يدرسونا ) ...
باختصار : ( نطالب بالمساواة بين الفاشل والمجتهد .. بين المهمل والجاد .. بين من جاء ليدرس ، ومن جاء ليشتري (شهادة)!!! ... طيب ليش ؟ .... والله دافعين فلوس !!!! ) ... بهذا المنطق يتحدث الطلبة الجامعيون ، ولأجل ذلك يعتصمون ...
وأكاد لا أستوعب كل ما يحدث ...
نعم من حق الجميع أن يخرج ليقول بصوت مسموع ( أريد حقي ) ، ليس هناك من أحد يملك حق لجم الأفواه ...
ولكن .. أرجو أن لا تفقد الكلمات الجميلة ما تبقى من معانيها !!!!!
كنت قد قررت أن أبقى بعيدة عن كل ما يحدث ، لكنني أشعر أنني أعتصر ...
أشعر أن روح هذا الوطن تئن .....
وأنينها يؤلمني .....
كلنا يؤلمنا أنين الوطن يا طفول , و خصوصا إذا كان الألم من أبناء هذا الوطن , يؤلم الأب كثيرا إن أخطاء أبنه و لا يهمه أن أخطاء الغير ...
ردحذفنحن لهذ الوطن و هو لنا , أتمنى أن لا تفقد الكلمات الجميلة معانيها , أتمنى ذلك
مقال رائع ... تشكرين عليه
مؤلم هذا الجهل .. حمقى حتى عندما نطالب بحقوقنا .. حمقى عندما لا نفهم ما يجب ان يكون حقا لنا وما لايجب .. وحمقى اكثر عندما نخفق في لعبة المنطق بينما نملك عقول تعمل بشكل جيد ..
ردحذفكوني بخير وحسب يا طفول
هذا ما كنا نخشاه بالفعل ... اعتقد اذا لم تنتهي الاعتصامات وبخاصه الجانبيه والمقصود بها في المؤسسات .. كل يوم يمر سيرجعنا للوراء سنه .. ولن نحتاج لاكثر من اربيعن يوما لنرجع لعام 70 ... امنحو الجميع مساحه لكي يعملوا ومن بعد حاسبوهم مثلما منحونا مساحه لنعبر عن راينا في الاسابيع الماضيه
ردحذفرائعة يا طفول
ردحذفجميل .. سلمت يداك
ردحذفأشارككِ أختي طفول هذا الأنين .. الموجع .. ومازلت أتساءل .. هل هناك أزمة إستيعاب .. أم قصور في الفهم لفكرة الإعتصام .. أم أن المسأله مجرد تقليد سمج ، أهدافه أكثر سماجه ؟ إذا ثبت أنه هكذا فيا أسفي على قوم ضلوا طريق بأيديهم رصفوهُ .
ردحذف