صمتٌ
ومَدَائِنُ روحي قد شاختْ
تَختَبِرُ الموتَ صباحاتٍ ونشيدْ
وصباحُ الطّينِ يُبعثِرُ خَفنةَ عُمْر
كانت منسيّةْ
كانت وتراً مشدوداً للقبر
كانت أغنية الليل الشاحب
كانت ....
إذ يقف القلبُ على عَتَباتِ صباحِ الطّينْ
إذ يسقطُ مصلوباً كمسيحٍ كَفَرَ بعفّةِ مريمْ
إذ يوقِظُ بوذا مذبحهُ في عين الشمسْ
إذا اغدو لاشيءَ سوى قربان الأمسْ
كانتْ كصباحِ الطّينْ
معلقةً ما بين سماءِ الروحِ .... وقاعِ القلبْ
وضفافُ الفجرٍ تُعَمِّدُ تاريخاً ...
ما شاءَ الربُ بأنْ يُكتَبْ
ما شاء الربْ ....
*******
الخطوةُ أولى
لكنّ قروناً تَجْتَرُّ مئاتِ الخطواتْ
أخشى من موضعِ قدمي أنْ أتَعثّرَ في وجهِهْ
أنْ أَسحقَ خطوة جَدّي
أنْ تمحو خطواتي الآثمةِ طهارةِ هذا الطينْ
أخشى أنَّ صباحَ الطينْ
قد هيَّأَ مقصَلةً
لتُهشِّمَ قَدَمي
ما إنْ أَخطو نَحو العَينْ ...
وَهْمٌ يا كُلّ صباحاتِ الطِّينْ
*****
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ...
ما أتعبكَ وقوفكَ منذ سنينْ ؟
قد رَحَلَتْ كل الأيدي الّلاتي في عُنفٍ ضَرَبَتْ صَدرَكْ
وأنتَ تكابرَ قهرَكْ
وتَئِنُّ بصمتٍ منذ سنينْ
.......
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ....
كمْ تَختضنُ مِن الذّكرى وحكايا الموتى ؟
كيْ تَحتملَ النَسيَ إذا ما غُيّبَ ذكركْ
كي تحكي ..
قصةَ مَن مرُّوا عبرَكْ
.....
مَن شَجَّ جبينَكَ ذا عاصفةٍ في آذارْ؟
مَن أَمطرَكَ شظايا؟
هلْ نَاحَتْ أمُّ الثّائرِ إِذْ دَسُّوهُ بجوفِ النارْ ؟
هلْ نَزَفَ الدّارْ؟
هلْ شَيَّعَ جسدَ البطلِ المُحترقِ عجائزُ وصَبايا؟
......
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ....
يا شاهدَ مقبرة الطينْ
لا زالتْ روحُ الجدِّ تمُرُّ وتَطرُقُ صَدرَكْ
تتلمسُ جبهتَكَ الدّاميةَ وتُشعِلُ ذِكرَكْ
لا تَأْبَهْ بالأحياءْ كثيراً
المَوتى علِموا
أنَّكَ ما أَخْفيتَ وراءَكَ قوَّادينْ
ما أَخْفَيتَ سَماسِرةً لصباحِ الطينْ
لمْ تَخلَعْ أرضَكْ...
*****
جُدرانُ الطِّينِ تُؤَثِّثُ وطناً للنِّسيانْ
وهناكَ الشُّبَّاكُ العلويُّ
تَئنُّ مفاصلُهُ
إذْ تتكِئُ الرِّيحُ على ما نَخَرَ السُّوسُ مِنَ الزَّمنِ الأَغْبرْ
.......
هذا المسجدُ ...
ساقُ أبي الطّينَ إليهْ
كيْ يَعمُرَ أرضَ صباحِ الطينِ الّتقوى
لكِنَّ أبي ما كانَ يُصلِّ
ما صلَّى يوماً كيْ يُرضيْ الرَّبْ
صلَّى .... لينامَ أبوهُ قريرَ العينْ
وتزوجَ أمِّي ... لا كي تُنجبنيْ
كيْ تنجِبَ باروداً ورصاصْ
كي تَحملَ قنبلةً في عَلَفِ الماعزْ
كيْ تَغفو فوقَ الألغامِ لتَستُرها
كي تحيا الصّبرْ
وتَعرِفْ معنى أنْ تتزوجَ ثائرْ
أنْ تَحتضنَ إذا اشتاقتْ ... كفناً ...
أو جُدرانَ القَبرْ ....
طفول زهران
يا بابَ الخشبِ المنسيّْ ...
ردحذفما أتعبكَ وقوفكَ منذ سنينْ ؟
قد رَحَلَتْ كل الأيدي الّلاتي في عُنفٍ ضَرَبَتْ صَدرَكْ
وأنتَ تكابرَ قهرَكْ
وتَئِنُّ بصمتٍ منذ سنينْ
جميل جدا جدا هذا البكاء على الاطلال!
أرى روح الخنساء تندس بين كلماتك
واصلي ابداعك
قبل فتره بالانشطه الطلابيه سألتج عن القصيده تبع الباب الخشبي فأخبرتيني اسم القصيده واليوم حصلتها.
ردحذفمن اجمل ما سطرت اناملج اختي .
بارك الله فيج