- في داخلك قاصا وشاعرا ... إلى أين تميل الكفة اولا ، وهل تعتقدين
ان احد منهم قد يؤثر على الآخر ؟
ما أومن به أن قولبة الكلمات متروك للكلمات ، فحضور
الفكرة غالبا في حلتها شعرا كانت أم نثرا أمر مرهون بها. لعل بداية اكتشافي في
الساحة الأدبية كانت شعرية من خلال الأمسيات التي تقام في النادي الثقافي وغيرها
من المحافل الأدبية ، غير أن ظهوري الاول في المنافسات الأدبية ولعل أبرزها مسابقة
الملتقى الأدبي كان قصصيا.
لست بعد في مرحلة أستطيع معها أن احدد أي الكفتين أرجح،
ذلك أن التجربتين لا زالتا في بدايتهما ، ولا زلت بحاجة للكثير من الاشتغال
عليهما، لكنني أستطيع القول بأنني أثق بتجربتي القصصية أكثر من تجربتي الشعرية ،
رغم حميمة الشعر وقربه من قلبي وقلمي.
- ماذا نسمي إغراق النص القصصي العماني بالشعرية وهو ما نلاحظه في
الكثير من النصوص القصصة العمانية؟
علينا
بداية أن نفرق بين الشعرية والشاعرية .فالشعرية
هو كل ما يرتبط بالشعر وأساليبه كآلية كتابة وكنص يعالجه النقاد ، أما الشاعرية فهي ما يرتبط بذات الكاتب
والعوامل المؤثرة في إخراج نص مغلف بالحسية والتفاصيل المختلفة المسهمة في تكوين
روح النص، وأظن بأن النص القصصي العماني مغرق بالشاعرية لا الشعرية.
تغلب
الذاتية على الكثير من النصوص القصصية العمانية الحديثة، إذ تعكس القصة تجربة الكاتب الشخصية
وأفكاره ورآه ، مسقطا انطباعاته الذاتية على النص ، وهذا ما يخلق غالبا جوا من
الشاعرية. ولعل أحد أهم الأسباب أن النظر للأشياء لم يعد مرتبطا بالخارج وانعكاساته
على الداخل ، بل أنه يخرج من الذات ويسقط انطباعاته على الأشياء الخارجية ، وهذا
ما كون حالة من الاغتراب والعزلة التي تلف الكثير من المثقفين والأدباء، إذ أصبحت
الذات هي العلة الاولى والهدف الذي يتجه الجميع لاكتشافه والوصول إليه ، وكل ذلك
يلقي بظلاله على النص، فلم يعد حياديا خارجيا ، بل داخليا ذاتيا ، ذو اسقاطات خاصة
تشحذ التفاصيل والتجربة الشخصية مكونة نصا مغرقا في الشاعرية أو الحسية.
- كيف تفسرين المفهوم الحداثوي للنص سواء في الشعر او القصة ؟
لا
أميل عادة للحديث عن القضايا النقدية ، فأنا كاتبة ولست ناقدة ، وهذه المصطلحات
شأن النقاد في تفنيدهم للأدب ومساراته، كما أننا الأن لم نعد في زمن نخلص فيه
اخلاصا تاما للتيارات الفكرية أو الأدبية ، بل هو زمن التحرر من الاشتراطات
والحدود، وتكوين الأسلوب المستقل ادبا وثقافة. وإن كنا بصدد التخصيص والحديث عن
الحداثة ، فالحداثة لا ترتبط بالقالب ، بل بالأسلوب ، فليس بالضرورة
- مثلا - أن تكون كل قصيدة نثرية قصيدة حداثية ،
وكذلك الحال بالنسبة للنص القصصي ، فإيجاد الحديث يعني خلق ما لم يخلق من قبل ،
وعلينا الإعتراف أننا ككتاب لم نأت بأي فكرة جديدة مستحدثة ، ما نفعله لا اكثر من
إعادة صياغة الأفكار بأساليب مختلفة وإلباسها حللا وألوان جديدة، وهنا يظهر
الإبداع الحقيقي للكاتب، إذ كيف له أن يعيد فكرة مستهلكة بكلمات تبدو معها أنها
تطرح للمرة الاولى، وأميل إلى قرن الحداثة بالبساطة إذ يهبط النص إلى الشارع
ويتمزج بالتفاصيل الصغيرة ، فتصبح السجائر كلمة مدججة بالايجاءات والمعاني الشعرية
، ويصبح عامل النظافة مشروعا لقصة جميلة ، فينزل الكاتب من برجه العاجي ، ويمتزج
لغة وأسلوبا بكل ما يرتبط باللحظة والآن، ولكن بطريقة يجعل فيها تلك الاشياء
العادية البسيطة أشياءا خارجة عن العادة فيعيد خلقها وتشكيلها في نصه شعرا كان ام
نثرا.
- من خلال المشاركات .. القراءة .. الإطلاع برأيك ما هي اهم
المعايير اللغوية والفنية التي تتميز بها القصة العمانية؟
تميل
القصة العمانية إلى الرمزية بشكل كبير، تلك التي تخلق للقصة جناحي نورس فلا تني عن
التحليق مانحة معان جديدة كل مرة ، ولعل تلك الرمزية هي ما تعطي للقصة سعة ولا
نهاية في المعنى، كما أن كاتب القصة العماني لا زال مشبعا ومتعلقا بالبيئة العمانية الخالصة ، فلم تؤثر
أبنية الاسمنت وشوارع الاسفلت على طينته الأولى مستلهما مناها مادته الكتابية
وصوره الابداعية.
- كيف تراقبين الحركة الإبداعية في السلطنة عموما ، وكيف تنظرين إلى
راهن القصة القصيرة ؟
الكتاب العمانيون كتاب
نشيطون ، فلازال ييطالعنا كل يوم اسم لكتاب جميل مبشر بولادة أديب مبدع. أما
بالنسبة لراهن القصة القصيرة فلا يبدو انه مغر بالتفاؤل ، فلم يظهر حتى الآن
-وأعني من الكتاب النشء- ذلك الكتاب النوعي الذي يحرك ركود القصة، ولعل السبب يعود
إلى ذلك العزوف المخيف عن القراءة ، فلايمكن لكتاب لا يقرا بنهم أن يستمر.
- الملتقى الأدبي .. مهرجان الشعر .. هناك يجمعهم كلهم وهنا يجمع
الشعر فقط ، يا ترى ايهم يستطيع تأسيس كتّاب مبدعين وأيهم ترين بأن له الفضل على
طفول الصارميه في الظهور ؟ وماذا تحتاج مثل هذه المسابقات ؟
ليست لي تجربة في مهرجان
الشعر حتى الآن ، غير أنه من خلال تجربتي في الملتقى الأدبي لدورتين يمكنني القول
بأن هذا النوع من الملتقيات والمحافل الادبية تسهم في تشكيل وعي الكاتب تجاه
الأساليب الأدبية المختلفة ، فهذا اللقاء مع الكتاب والنقاد من شأنه أن يضيء
للكاتب بعض الزوايا الضبابية في تجربته الشخصية . أما بالنسبة لتأسيس الكاتب فلا
أظن أن هذه الملتقيات والمهرجات كافية لتأسيس كاتب حقيقي ذلك أنها لا تشتغل على
الكاتب وأدواتها قدر اشتغالها على المادة المقدمة للمنافسة.
الملتقى الأدبي لا يحضا
بزخم إعلامي كاف إذ يقتصر وقت الاعلان له على اسبوع الملتقى فقط ، ولا يشترك فيه
إلا فئة قليلة معتادة ، لذلك لا نجد له حضورا وإقبالا كثيرا لا من قبل الناس
المهتمين ولا حتى من قبل الأدباء والمثقفين ، فالملتقى لا يحضره سوى المشاركين
ولجان التحكيم وقلة قلية جدا من الأصدقاء. كما أنه يعاني ركودا في الفعاليات فهو
مذ بدأ لم تتعد فعالياته الأمسيات الشعرية وإلقاء المشتركين لنصوصهم وورش مصغرة في
الشعر والقصة ، والمعرض الفني ، ماذا عن الجوانب الثقافية الأخرى ، تلك التي من
شأنها استقطاب المهتمين والمتابعين . أتصور بأن الملتقى بحاجة لاهتمام اكثر من قبل
الوزارة والقائمين عليه. كما أننا بحاجة لملتقيات أدبية بعيدا عن جو المنافسة
لتحقيق فائدة وإثراء أكبر.
- هل ترين بأن المرحلة المتطور للقاص هي الانتقال لكتابة الرواية ..
اما ان العملية أصبحت عكسية كما يرى البعض من منظور ان القصة القصيرة بحاجة
إلى قدرة إبداعية تستطيع تكثيف الفكرة وإيصالها بطريقة كاملة ، في حين ان
الرواية تعطي الكاتب مساحة للسرد تفوق سابقها ؟ ما تعليقك ؟
إن كتابة القصة القصيرة لا تقل زخما وجهدا عن كتابة الرواية ،
ففي حين يبدأ الكاتب في الفصل الأول من الرواية بإيضاح جو الرواية وزمانها ومكانها
وشخصياتها وتفاصيلها الأخرى بذلك النفس الطويل والاسترسال الجزل، يحتاج في القصة
القصيرة إلى صور برقية سريعة وفكرة عميقة مكثفة تختزل كل الأفكار والانفعالات
الداخلية للقصية ، وفي الوقت الذي يمكن الاسترسال في تنقيح الرواية واضافة
التفاصيل لها إلى ما لا نهاية ، فإن القصة
القصيرة لا بداية لها ولا نهاية فإما أن تتشكل أو لا تتشكل. ولذا لا أستطيع أن
أعتبر أيا منهما مرحلة متطورة عن أخرى ذلك أن لكل فن ميزاته وأساليبه الخاصة التي
تجعل منه فنا متفردا ومميزا.
- حينما نصنّف الكتابات الأدبية ومدى تقبلها مع الحضور فأننا نجد
النص الشعبي هو الذي يحضى بالاهتمام الاكبر يليه الشعر الفصيح وياتي النص
القصصي في المرتبة التالية .. في حين ان النصوص القصصية العمانية متطورة بشكل
كبير وقد نافست وتفوقت عربيا بشكل كبير .. هل هو تفوّق على ذهنية المتلقي
بحيث لا يستطيع الصعود إلى الفكرة ، ام ان المتلقي يتفوق فكرا فلا يستطيع
النزول لما تطرحه القصة ، يا ترى أين الخلل ؟! ما المشكلة التي نعاني منها
لإيصال صوتنا إلى الجمهور ؟! لماذا لا تحضى القصة بنصيب من الاهتمام حالها
حال الأجناس الادبية الأخرى ؟
أميل إلى الإيمان بأن
مسألة التوجه إلى فن محدد دون آخر مسألة ذوق، فلكل من الشعر الشعبي منه والفصيح
والقصة جوه وجماليته الخاصة، ولا أظن أن هناك خللا أو خطأ ما ، فبطبيعة الحال
الشعر فن سماعي موسيقي وعالي الحسية وذلك يوافق هوى الناس وميولهم ، أما القصة فبحاجة إلى قارئ، وشح القراء نتج عنه
ذلك الاهمال الذي تعانيه القصة العمانية الآن ، أما فيما يتعلق بالذهنية المتلقي
والكاتب ، فالكاتب ليس مطالبا بتقمص الآخرين وتبلس عقلياتهم وذهنياتهم بهدف الوصول
لهم ، فالكتابة هي الوسيلة التي يعبر الكاتب بها عن أسلوبه في الحياة ، هي المتعة
التي تكفل له الاستمرار في التنفس، ومن هنا لا يمكن للكتاب أن يكون أحدا إلاه في
لحظة الكتاب بل وإنه لا يكون نفسه أيضا، فتلك المساحات المنعدمة الجاذبية المدججة
بالخيال والتفاصيل ، التي يهيم فيها الكاتب في لحظة الكاتبة لا يمكن لها أن تتيح
له فسحة للتفكير في الآخر الذي سيقرأه عبر النص ، شعرا كان أم نثرا.
- تشتكي الدراما العمانية من ضعف تواجد الكاتب العماني في اعمالها ،
مقارنة بعدد الكتاب في السلطنة .. هل ترين ان الضعف هذا يكمن في عدم قدرة
الكاتب العماني كتابة هذا النوع من الأعمال اساسا ام هو عدم إلمام بآليات
كتابة السيناريو ؟ هل ضمن مشروعك الكتابي الإتجاه إلى كتابة السيناريو ..
ماذا تحتاجون ككتاب لخوض التجربة ؟
لعل السبب الرئيسي في ذلك
هو أن الدراما العمانية لا تلبي طموح الكاتب العماني إذ أنها لا زالت مقيدة
بالكثير من الحدود والاشتراطات ، ومتى ما كانت الكتابة محفوفة بالقيود تصبح عادية
وليست ذات معنى . الدراما العمانية لازالت تكرر ذات الأفكار والأطروحات بذات الثوب
المهلهل. ومع ذلك لا أعذر الكاتب والمثقف العماني على ابتعاده عن مسؤوليته
الثقافية والفكرية، فاعتزال المثقف والكاتب عن هذه الميادين يؤدي إلى تفاقهم هذا
النوع من الفراغ.
لم أفكر حتى الآن بالتوجه
لكتابة السيناريو ، غير أن هناك مشروع لتحويل بعض نصوصي القصصية إلى أفلام قصيرة
بمساعدة بعض كتاب السيناريو. أتصور بأن الإيمان بجدوى الفكرة هي كل ما نحتاجه في
الوقت الحالي فلدينا مبدعين رائعين في مجال كتابة السيناريو ، ويمكن أن يتعاونوا
مع الكتاب من أجل الخروج بافكار نوعية
تثري الدراما العمانية.
- لك إشتغالات على الترجمة الأدبية على صعيد دراستك .. وكونك قاصة
فمن المؤكد ان العمل على ترجمة النص الأدبي الأجنبي إلى العربية له طعم آخر يكلّفك
بسط ذراع القاص في ذات "طفول الصارمية" إلى تقديم رؤية أدبية توافق
النص المترجم بل وقد تفوقه في بعض الأحيان .. هل بالفعل شعرتِ بذلك ؟ وإلى أي
مدى نحن بحاجة إلى ترجمة الأعمال الأدبية الوافدة إلينا ؟
ترجمة الأدب لا يقوم به
إلا أديب، فالترجمة ليست عملية تحويل النص من لغة إلى أخرى بل هي أعادة كتابة نص
جديد. وبالتالي فهي بحاجة إلى كاتب ممسك بنواصي اللغتين، ليستطيع من خلال اللغة
نقل روح النص المترجم إلى اللغة الأخرى. ولابد أن أسلوب وتجربة المترجم سيكون لها
أثر كبير في عملية الترجمة، إذ يبقى للمترجم بصمة أسلوبه الخاص شكلا ومضمونا.
نحن بحاجة إلى ترجمة
الأدب الآخر طالما نحن نؤمن بضرورة المعرفة والانفتاح والخروج من العزلة الفكرية
والاجتماعية .
- مع قلة الاعمال الأدبية العمانية المترجمة إلى اللغات الأجنبية ..
الا تعتقدين اننا بحاجة إلى جهود مكثقة لتفعيل ادوارنا لتحقيق نقلة نوعية من
ناحية "الكم والكيف" في مشروع ترجمي مخصص لإيصال صوت النص الأدبي
العماني إلى الخارج بدلا من العملية العكسية التي يتهافت عليها الكثير من
المترجمين ؟
حركة الترجمة في عمان
قليلة جدا، بل وشبه مغيبة، إذ تندر الأعمال العمانية المترجمة إلى اللغات الأخرى،
نحن بحاجة إلى حركة ترجمة متخصصة ونشطة لترجمة الأدب العماني وإيصاله إلى العالم
الآخر، وذلك دور يجب أن يتكاتف للقيام به المؤسسات المختصة ، كالمترجم ، ووزارة
التراث والثقافة ، والنادي الثقافي ، وجمعية الكتاب والأدباء وغيرهم ، ويبدو أننا
بحاجة فعلا إلى قاعدة ينطلق من خلالها العمل بصورة أكثر كثافة وتركيز. كما يفترض
من الكتاب السعي لترجمة أعمالهم طالما أنهم يريدون إيصال صوتهم وصوت الأدب العماني
للخارج.
- كيف تنظرين إلى "الترجمة" كمشروع .. وهل تستهدفين رؤية
معينة في المستقبل ام انك ستكتفي بالمشروع الدراسي فقط ؟
قلت
في حوار سابق مع شرفات أنني لا أنظر للترجمة كجانب مهني دراسي، بل كشغف يترتب عليه
الكثير من المشاريع مستقبلا، لابد من مواصلة مشوار الترجمة ، فهناك أمل أعلق عليها
غدا.
- انتي كـ "مثقف" وما زال بعضنا يراقب احداث الربيع
العربي عن قرب .. او عن بعد ، كيف تنظرين إلى الحراك الشعبي الذي انطلق من
أجل "الحياة الكريمة" وانتهى بـ "أجندات شخصية" من وجهة
نظرك ، وهل بالفعل " الربيع العربي كذبة انطلت على بعض المثقفين فراحوا
يرقصون على حبالها" كما قال الشاعر عبدالله العريمي في حوار سابق مع
"أشرعه" ؟!
الربيع
العربي هرم سريعا، رغم ان ارهاصاته ومخاضه كانت عسيرة جدا، وكان مبشرا ، لكن يبدو
أننا نعيش زمن الانصاف بامتياز ، أنصاف الثوار ، انصاف الثورات ، انصاف القيادات ،
أنصاف الأهداف، أنصاف الأوطان ، أنصاف الحياة. ما يبدأ مرتجلا دون أجندة واضحة
ومشتركة، ينتهي نهايات مؤسفة. ككل الثورات في العالم بدأت الثورات العربية من اجل
رغيف الخبز لكنها انتهت إلى سحقه، نادت بإسقاط الأنظمة والسياسات المستبدة، ليحل
محلها أنظمة وسياسات مشابهة، (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ). ولكن هذه الثورات اثبتت
أننا ما عدنا في زمن القيادات المركزية ، بل القيادة الشعبية المشتركة. وأن الضغط
الشعبي قوة ضاربة قادرة على إحداث تغيير جذري وسريع. كما كسرت حاجزالخوف وكونت
وعيا شعبيا بأهمية المطالبة بالحقوق وسبل المطالبة بها.
- كيف يستطيع المؤلف الإستفادة في ترجمة هذه الأحداث لمشروع أدبي يحكي
هذه الحقبة إن لم يكن آنيا فعلى الأرجح كفكرة مشروع مستقبلي للكتابة ؟
يستمد الكاتب مادته
الكتابية من الواقع المحيط والمؤثرات التي ترتبط به ، لعل كتاب الستينات عايشوا
وضعا مشابها ولعل أهم مسارين هما القومية العربية والشيوعية. وقرأنا الكثير من
الكتب شعرا ونثرا تحكي أحداثا وتفاصيلا مختلفة عن هذه الأحداث أو كتب كانت هذه
الأحداث ملهمة لها بصورة أو بأخرى. وكما شكلت تلك الفترة مادة غنية للكتابة فلابد
أن هذه الفترة وهذه الاحداث ستستفز الكثير من الكتاب للكتابة عنها أو استخدام بعض
تفاصيلها بصورة ما، ولعل بعض هذه الكتب بدأ بالظهور باكرا.
ذاكرة الكاتب بارعة في
التقاط التفاصيل ، فهي تخزن كل ما يمر عليها وتخمره لتعيد تشكيله وبناءه في قالب
أدبي سيظهر مطعما بتلك التفاصيل عاجلا ام آجلا.
- مشروع توثيق طفول الصارمية لتجربتها .. متى سيرى النور ؟
يتهمني بعض الأصدقاء
بالكسل ، ولكن لازلت مصرة على أن الوقت
لازال باكرا على نشر مجموعتي الأدبية، لازلت بحاجة للكثير حتى أظهر بصورة ترضيني –
ولن ترضيني- ، ولكن لن يطول انتظاره ، فهناك ما سيظهر في السنتين المقبلتين بإذن
الله .
- أخيرا .. هل تشعرين بأن ثمة مبدعا في داخلك لا يشبهك ؟!
تلك المفارقات التي تضج
بها الروح لا مناص منها ، فذلك الخليط من كل شيء هو ما يمنحني القدرة على التأمل
وعلى تقبل كل شيء ، نعم هناك دائما في داخلي ذلك الكائن الذي لا اعرفه ، الذي
يستريح إلى العبث بالأشياء وإلى أعادة خلط وتشكيل كل شيء, هناك دائما جانب شاسع من
الجنون والاستعداد لاقتحام المجاهيل ، ولا ادري إن كان كل هذا الطوفان هو تشكيلة
لمبدع ما في داخلي ، غير أنني سعيدة بهذا اللاثبات واللااستقرار، سيعدة بكل هذه
العواصف الداخلية ، فهي محركي الرئيسي للكتابة وللاستمرار فيما أنا عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق