الخميس، 26 أغسطس 2010

رعد



الآن ...

فيما تزمجر السماء غضبى

تفتح الأرض فاها وتختنق

فتمطر روحي ملحا

لا شيء من تلك التراتيل تعصمني ، إذ يلجم رئتي صوت اعرفه ، وتحتقن عيناي بالفراغ المخيف

أشتم رائحته قريبة جدا ، تعصف به الريح كلما أطبق ذلك العملاق الجاثم عند سفح الجبل جناحيه ، ودحرج بجبروته حجر الوادي العظيم ، لتشبه بيوض مخلوق خرافي..

أروقتي الضيقة وخنادقي الصغيرة مدججة بالانتظار ، ومعتصمة باللاجدوى

فيما ترمقني عيناه المشتعلتين من اعلى حيث اللا نهاية واللامكان ، حيث تزحف الدماء باتجاه الزرقة القاتمة ، ويلفض النور روحا أخرى عند قمتي ، وقمته

لا أجد  مساحات تتيح الصلاة لأجل المطر ، لأشرع صدري للطمه ، وقسوته اللذيذة ، ذات لحظة أجثو فيها نحو السماء المبتلة بي ، وبك

ايها الغاضب هناك ، حيث يحجبك العقيق ، هل تصلك صلواتي ؟
 انت يا من لا يجرؤ سواك على الصراخ في وجه الكون .. اعرني صوتك لأصرخ ، فمنذ زمن لا اذكره ، قبل بدء التاريخ ، قبل الخليقة ،  وقبلك ، هناك من سرق صوتي ، وزرعني في الصمت ..  هنا نبتُّ ولم أتعلم الأبجديه .. فأعرني أبجديتك كي لا أختزل في الغياب ، اعرني قوتك ليصل صوتي إليك ...

ثم .. هل ستأذن لمطر أن يغسل مدني المتشحة بهذا الصفير المخيف لخواء روحي ، وللكهوف والحفر المنتشرة في أرجائي ، إذ تستفزها الريح ، وانت...

أما أنا فلا أريد مطرا ليغسلني ، أنا بغضبك أغتسل ...

طفول زهران
26 \ 8 \ 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق