الآن ...
فيما تزمجر السماء غضبى
تفتح الأرض فاها وتختنق
فتمطر روحي ملحا
لا شيء من تلك التراتيل تعصمني ، إذ يلجم رئتي صوت اعرفه ، وتحتقن عيناي بالفراغ المخيف
أشتم رائحته قريبة جدا ، تعصف به الريح كلما أطبق ذلك العملاق الجاثم عند سفح الجبل جناحيه ، ودحرج بجبروته حجر الوادي العظيم ، لتشبه بيوض مخلوق خرافي..
أروقتي الضيقة وخنادقي الصغيرة مدججة بالانتظار ، ومعتصمة باللاجدوى
فيما ترمقني عيناه المشتعلتين من اعلى حيث اللا نهاية واللامكان ، حيث تزحف الدماء باتجاه الزرقة القاتمة ، ويلفض النور روحا أخرى عند قمتي ، وقمته
لا أجد مساحات تتيح الصلاة لأجل المطر ، لأشرع صدري للطمه ، وقسوته اللذيذة ، ذات لحظة أجثو فيها نحو السماء المبتلة بي ، وبك
ايها الغاضب هناك ، حيث يحجبك العقيق ، هل تصلك صلواتي ؟
انت يا من لا يجرؤ سواك على الصراخ في وجه الكون .. اعرني صوتك لأصرخ ، فمنذ زمن لا اذكره ، قبل بدء التاريخ ، قبل الخليقة ، وقبلك ، هناك من سرق صوتي ، وزرعني في الصمت .. هنا نبتُّ ولم أتعلم الأبجديه .. فأعرني أبجديتك كي لا أختزل في الغياب ، اعرني قوتك ليصل صوتي إليك ...
ثم .. هل ستأذن لمطر أن يغسل مدني المتشحة بهذا الصفير المخيف لخواء روحي ، وللكهوف والحفر المنتشرة في أرجائي ، إذ تستفزها الريح ، وانت...
أما أنا فلا أريد مطرا ليغسلني ، أنا بغضبك أغتسل ...
طفول زهران
26 \ 8 \ 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق