بالأمس ، وفيما كنت أطبخ اللحم للسحور جاء أخي الصغير وأخذ نفسا عميقا طويلا ، أغمض عينيه ، ثم تنهد وقال : ( الله ، أشم ريحة العيد) .. اليوم ، شيء مشابه حدث ، أتى مسرعا من الخارج وعيناه تتغتسلان ببريق جميل ، وصاح قائلا : ( طلعوا برا ، ريحة السيل قوية واجد ، اليوم بينزل مطر ) ...
قبل رمضان كنا نقول أيضا ، أننا نشم رائحته تقترب ..
عندما توفي جارنا وصديق الطفولة الجميلة كنت أختنق أيضا برائحة الموت ...
في الدفاتر نشم رائحة المدرسة ..
في الطين نشم رائحة المزرعة قبل 20 سنة
في شجر السمر أشم رائحة وادي إمطي
في الآس أشم رائحة جدتي
في الصندل أشم رائحة أمي
في الدم والدمع أشم رائحتي
هكذا تعنون الذاكرة الروائح بالذكريات
هكذا يصبح للذكرى رائحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق